إخواني في الله ... أخواتي في الله
إن الرحلة ما بين
مستشفى الولادة و المقبرة
رحلة قصيرة ... !!
و الفترة ما بين
ظلمة الرحم و ظلمة القبر
وجيزة ... !!
على كل حال
لن نبلغ عمر نوح
- عليه السلام –
ألف سنة إلاّ خمسين عاما
وهذا يا إخواني أخواتي
فضل من الله عز وجل ولطف ورحمة
أن جعل أوسط ما نبلغه نحن أمة الإسلام
ستين سنة ونحوها
نترنح خلالها بين طفولة ... وضعف ...
وأمراض ... وأوجاع ... وهموم ... ثم شيخوخة
نقتطع منها فترات النوم والأكل اقتطاعا سخيا
ثم بعد ذلك ... بماذا نخلص ...؟؟
بماذا نخلص يا إخواني و أخواتي في الله ...؟؟؟؟؟
نخلص سنوات قصيرة قليلة
تجري بنا سراعا نحو القبور
ومع هذا ... هذه السنوات القصار
التي تفضل من أعمارنا
نجد أنفسنا نتقلب فيها بملل وسأم
لأنها تمر في فراغ
نحاول أن نقتل الساعات والأوقات الثقيلة
ولا ندري أننا بذلك اما نقتل أنفسنا
وننتحر انتحارا خفيا بطيئا
أتدرون كيف ..؟؟
نعم ...
أنا أخبركم كيف ... !
نقتلها بواجبات الشاي ...
ومتابعة التلفاز ...
وإن سكت التلفاز ...
أنطقنا الفيديو ...
نقتلها بالجوال البلاك بيري ...
والواتس اب ... والآي فون ...
نقتلها بالزيارة العقيمة ...
نقتلها بالتقلب الكسول الثقيل...
على الآرائك والمقاعد ...
هذا مع أن ما فضل من أعمارنا
خالصا لنا ( سنوات ) قليلة .. !!
فكيف لو كنا بعمر نوح عليه السلام ..؟؟
إذن
كيف كنا سنعمل بفراغ المئين من السنين ..؟؟
إخواني أخواتي في الله
الإسلام دين الهمة والعزيمة
الإسلام دين العمل والبناء
والمسلم الحق لا يسكن
وإن سكنت جوارحه يظل فكره يعمل
ويظل قلبه يعيش اسلامنا